يؤثر العمل التطوعي في حياة الأفراد والمجتمعات بل والأمم، فينمي في قلب المسلم الرغبة باحتساب الأجر، فينمو الإيمان، والعمل التطوعي يحفظ جهد الشباب ويدربهم على تحمل المسؤوليات، ويعلمهم أنواعاً من المهارات، ويرتقي بفكرهم إلى معالي الأمور، فيزرع في قلب المتطوع الرجولة والشهامة وحب البذل والعطاء، والبعد عن الأنانية والفردية، ويؤثر العمل التطوعي في المجتمع فيحلّ مشكلاته، ويقرّب أفراده من بعضهم فهم إخوة أحبة، متآلفون متراحمون متعاونون.
ولأجل هذا كله ازداد الإدراك والوعي بأهمية الأعمال التطوعية وفضلها فحرص كل مجتمع وسابق للقيام بالاعمال التطوعية وكان من نصيب محافظة البدائع الغالية مجموعة من الفرق التطوعية وفي طليعتها فريق الفرسان التطوعي والذي يشرف عليه ويعمل فيه نخبة من خيرة الشباب والفتيات.
ولأن المسلم يحرص على قبول عمله، ولأن الله لا يقبل إلا ما كان خالصاً صواباً، فأهم خصلة يحرص عليها المتطوع أن يحسن النيّة ويحتسب الأجر، ويكون الدافع للعمل طلب مرضاة الله وحده، فهذا هو الصدق الذي يقبل الله معه العمل ويبارك فيه، وبدون الصدق يخسر المتطوع أجر الآخرة، وربما خسر الدنيا والآخرة.
وقد وعد الله من تطوع مخلصاً صادقاً مبتغياً وجه الله وطالباً لرضاه بالأجر العظيم فقال تعالى بعد أن ذكرً عباده ببع التطوعات: {ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيما}، ذلك أن العمل التطوعي بشتى أشكاله وصوره عبادة من أجل العبادات، ولك أن تتصفح بعض كتب السنة لتجد أن نبينا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم ذكرّ أمته كثيراً بالأعمال التطوعية، حتى أنه عددها في بعض الأحاديث، وسمهاها صدقة، ليبين سعتها وتنوعها وصورها الكثيرة، حتى عدّ منها تلك التي قد تكون في بعض النظر حقيرة، كإماطة الأذى عن الطريق، بل جعلها من شعب الإيمان، ولك أن تتصور أيها المتطوع أن الله تعالى يعينك إذا أعنت أخاك بأي عمل خيري ينتفع به، وفي صحيح البخاري:” ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته”، وفي بعض الآثار أن قضاء الحوائج خير من الصلاة بل والاعتكاف الذي هو التفرغ للعبادة
بقلم : الشيخ عبدالله بن عمر السحيباني
أمام وخطيب جامع النخيل